لمن يريد الهجرة والنفير الى أرض الخلافة


لمن يريد الهجرة والنفير الى أرض الخلافة
الإيمان سلاح الفرسان وطريق الهجرة للولهان
وبه تفوز بـالجنان




بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله سيد البشر أجمعين وخير النبيين ورحمة الله للعالمين وبعد ;

بدايةً لكل عمل تقوم به لابد من الإعداد والتجهيز له حتى يتم على أكمل وجه ويكلل بالنجاح والتوفيق , فلكي ينجح الطالب في امتحانه لابد من أن يعد نفسه للامتحان بالمذاكرة والانتظام والانضباط وغيرها, هكذا المهاجر و المجاهد لكي ينجح لابد من أن يعد نفسه للهجرة وللجهاد , وإلم يعد نفسه فلن يجاهد أو يهاجر وإن حدث وجاهد أو هاجر دون إعداد فلكم أن تتخيلوا عاقبته بالفشل , و يقول تعالى (وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً ) أي إن كنت فعلًا تريد أن تهاجر أو تجاهد فلتعد العدة لذلك , والعدة التي تحتاجها بسيطة وهي الإيمان الجميع سيستغرب ويقول (ما أنا مؤمن) ,انتظر واقأ حتى النهاية لتعلم الحقيقة 




المؤمن في نظري هو كمادة بيروكسيد الأسيتون المتفجرة , مكوناتها سهل جدًا الحصول عليها ونتائجها مذهلة وفتاكة بالعدو ...هكذا هو المؤمن , سهل جدًا الحصول على موارد تكوينه , وإذا تكون بشكل صحيح أثخن وفتك بالأعداء , فما هي مواد تكوين المؤمن ؟ وكيف يتم بناؤه بشكل صحيح ؟ فمن قرأ أو علم كيف يتم تحضير مادة البيروكسيد أسيتون سيعلم عما أتحدث , تلك المادة المتفجرة المتوفرة مكوناتها والصعب هو تحضيرها كذلك المؤمن سهلٌ الحصول مواد تكوينه والصعب هو تحضيره , تضع المكونات بتركيز معين وبترتيب معين وبدقة ثم تجعل البيئة مناسبة للتفاعل ثم الصبر حتى عليها ليكتمل التفاعل ولكن محافظًا على البيئة المناسبة للتفاعل ولم تنتهي العملية بعد بل يجب أن تتم عملية التنقية والترشيح وبعدها وأخيرًا تؤتى الثمار , فالمؤمن كي يؤتي ثماره ويجاهد وينفع الإسلام لابد من عملية تحضير وتكوين تحدث له وهي بمراحل ثلاثة ,الإعداد والتجهيز والتنقية يتحول بها من مسلم إلى مؤمن , وسأركز على الإعداد قليلًا , وهوثلاث مراحل لمن في أرض الخلافة , ومرحلتين لمن سيهاجر بإذن الله , اولًا إعداد ديني , ثانيًا إعداد بدني وثالثًا الإعداد العسكري , الثالثة لمن في أرض الخلافة متاحة بأمان يستطيع أن يباشر بها في مركز التدريب , والتي سيلتحق بها المهاجرون عند وصولهم لأرض الخلافة بإذن الله .




بالنسبة للإعداد الديني المختصر السريع له جانبان الجانب العلمي : (قرآن وسيرة وكتب فقهية ودينية) وجانب العبادات: (صلاة-صدقة-صوم-نوافل-دعاء-ذكر)وسأشرح لكم بالتفصيل :

بالتدريج . العبادات (المحافظة على الصلاة في وقتها بل والحضور للمسجد قبل الأذان لأداء سنة تحية المسجد ثم صلاة النافلة وحضور تكبيرة الإحرام مهم جدًا لما له من فضل عظيم (يقول صلى الله عليه وسلم: "من أدرك مع الإمام تكبيرة الإحرام أربعين يوماً كتبت له برائتان : براءة من النار ,وبراءة من النفاق) ثم المحافظة على النوافل وكذا ركعتا الضحى وهي صلاة الآوابين والوتر والحرص على قيام الليل والدعاء آخر الليل , والبعد عن الغضب فإن الغضب من الشيطان وعليك أولًا البعد عن المعاصي كلها كبرت أو صغرت , وكل يوم تتصدق بصدقة ولو بسيطة لكن مستمرة ,الإكثار من الدعاء و عليك بالأذكار (الصباح والمساء) وذكر الله في كل دقيقة , والصيام على الأقل الأيام البيض 13, 14, 15 من كل شهر هجري .



نأتي للعلم فالعلم نور ينير الطريق ويثبت الفكرة وهو مهم جدًا جدًا , وسأذكر كما قلت المختصر والبسيط لكن الفعّال جدًا بإذن الله , والقرآن علم , بل علوم بل هو مصدر كل العلوم و على المسلم الطالب للهجرة والجهاد حفظ سورتي (الأنفال و التوبة) على الأقل وتدبر كل آية ومعرفة تفسير السورتين , ثم نذكر هنا العلم الذي يجب على كل مسلم معرفته مثله مثل القرآن وهو السيرة النبوية فهي المنهج الضائع في زمننا الخالع , فـلأن لنا في رسول الله أسوة حسنة واجبٌ علينا أن نعلم كيف كانت حياته صلى الله عليه وسلم , والكتاب الذي رشحه أهل الثقة (السيرة لابن هشام) , ثم نأتي لكتاب عن الجهاد والتحريض عليه هو كتاب (مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق ) وهذا الكتاب هو وقود يثيرك للجهاد ويحثك بشدة عليه , كتاب يجعلك تشتعل وأنت تجلس في مكانك ,تشتعل شوقًا للجهاد وطلبًا للشهادة

لتحميل الكتاب انسخ الرابط :




http://www.mediafire.com/download/40d8vjvsqf7qc4u/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B4%D9%88%D8%A7%D9%82_%D8%A5%D9%84%D9%89_%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%A7%D9%82_%D9%81%D9%8A_%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF.pdf






هذان الكتابان مهمان جدًا إضافةً لسورتي الأنفال والتوبة ستشعر أنك قنبلة نووية وشعلة جهادية , من زاد على هذان الكتابان وهاتان السورتان فهو خير توفيق من الله لكن الأساس ما قلته وزد بعده ما شئت وما قلته هو الشيء الصغير الذي رشحه لنا أهل العلم .


نأتي للإعداد البدني , قال صلى الله عليه وسلم : (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير) كل الخير علميًا وجسديًا لا جسديًا فقط فالأهم هو العقيدة وهي السلاح الفارق بين المؤمن والكافر وبه ينتصر المؤمن بإذن الله , وكان رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مصارعًا قويًا وفارسًا شجاعًا وقائدًا هصورًا وكان مفتول العضلات لا هو بالهزيل ولا هو بالبدين , وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه وأمته بالخير فأمرنا بأن نكون مؤمنين أقوياء , وبذلك يجب أن نأتمر بأمره وهذا ما أمره به الله , أمره أن يأمر الأمة باتخاذ كل وسائل القوة وننصاع لأوامر الله , فلا يستطيع هزيل أو بدين أن يصول ويجول في أرض المعركة ويداهم ويقتحم ويتحمل مشقة الجهاد من سفر طويل والجوع في الظروف القاسية والحر والبرد , إنما يستطيع ذلك القوي , أما الضعيف فسيكون عبئًا على إخوانه المجاهدين . وبإعدادك البدني من الآن تكون قد وفرت على نفسك الكثير من الوقت اللازم لتدريبك في أرض الخلافة وستنضم للمجاهدين بأسرع وقت , وهنا الكل يعرف كيفية الحصول على اللياقة البدنية المناسبة والإعداد البدني التمهيدي والتمارين معروفة وسهلة في المنزل ولا حاجة لصالة (الجيم) من تمارن(الانبطاح المائل(الضغط) وتمارين البطن- وإن أمكن تمرين التعلق (العقلة) ) وهذه التمارين أيضًا هي الأساس والتمهيد والأهم , فكما رأينا نريد شبابًا مؤمنًا قويًا جسديًا وعقديًا , فالمعركة مع المشركين طويلة والملحمة الفاصلة قادمة قريبًا فعلى المؤمنين الاستعداد , واعلم يقينًا أن الإيمان والعقيدة القوية هما السلاح الفتاك الذي ينتصر به المسلمون على المشركين وهو الذي يخشاه الكفار,




 وأقول لك هنا : تدبر معركة الحجر والشجر وكيف سينطق الحجر والشجر وينادي على المسلم ويقول : يا مسلم يا عبد الله , هل سيكون هذا المسلم هو هذا الشاب التافه الخاوي عقليًا وعقديًا الذي لا يصلي الذي لا يطيع الله , الذي يفعل المعاصي والذنوب الذي لا يتوب لله , الذي لا يؤمن بالله ؟ وهنا معلومة لا يعرفها الكثير اعلم أن كل المؤمنين مسلمين وليس العكس , فللإسلام شروط وللإيمان شروط وقد ذكرها الله في كتابه سأذكرها لاحقًا .

لنتوقف عند ما حدث يوم الـ17 من ذي الحجة الموافق لـ الـ11 من أكتوبر , أرأيتم ما حدث يومها , أوقفتم عنده وتدبرتموه ؟ أقلتم لماذا يحدث ذلك ؟ أقلتم ماذا فعلوا ليحدث ذلك ؟




أعلمتم عما أتحدث ؟

نعم أتحدث عن الضباب الذي أعمى المشركين البارحة وسهل على المجاهدين التقدم بشكل واسع ولله الفضل والمنة , أسألتم أنفسكم ! أتدبرتم آيات الله ! ولماذا هؤلاء القوم مخصوص ؟

وهل رأيتم كيف ينزل الخير على أرض الخلافة في كل حين , نرى الأمطار المباركة تنزل على كل الولايات ونرى البرق يسبح بحمد الله , يرعب الكفار ويثبت المؤمنين ويخبرهم أن الله مع المؤمنين .

إنهم والله (فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) إنهم قوم مؤمنون بالله حقًا وصدقًا ويقينًا , وإن منهم من وصل لدرجة الأولياء لله , أتعرف من هم الأولياء لله ؟ اسمع قول الله أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (63) لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

الولي لله هو رجلٌ مؤمنٌ صالحٌ يتقي الله , لو أقسم على الله لأبره , يعني لو أراد من الله شيئًا لقدمه الله له بفضل من الله سبحانه وتعالى , بل لقد وصلوا لدرجةٍ رفيعةٍ جدًّا كما الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب ,أتدرون ماذا حدث في غزوة الأحزاب ؟

عندما حاصر المشركون المدينة 3 أسابيع , جاع المسلمون وزلزلوا حتى شقَ ذلك عليهم و قال الرسول متى نصر الله؟ أمدركون الرسول نفسه يسأل , الرسول نفسه تزلزل , فاستجاب الله له ونصرهم , فكيف كان النصر ؟ نردد ونقول هزم الأحزاب وحده , لكن كيف ؟ كيف هزم الله الأحزاب وحده ؟





وما يعلم جنود ربك إلا هو , أرسل الله الرياح فأقتلعت خيام المشركين وأرعبهم وشتت الله شملهم وقذف بينهم الاختلاف يقول القوي العزيز : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْها )

فانهزم الأحزاب ونصر الله رسوله وعباده المؤمنين .

كثير هو ذكر المؤمنين (وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ) الأنفال ,

وكثير هو ذكر ثواب المؤمنين في الدنيا والآخرة

(
اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور) البقرة ,

(
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة ,

(
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا) الكهف ,

(
إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) مريم ,

(
الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ )التوبة ,

(
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة ,

(
الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) الأنفال ,





والكثير الكثير من الآيات التي تتحدث عن ثواب المؤمنين , بل فرض الله سورة كاملة في كتابه الحكيم سماها سورة المؤمنون لعِظَم أمر المؤمنين فهم المنصورون في الدنيا وهم الفائزون في الآخرة ولهم فيها نعيمٌ مقيمٌ , سبحان الله ذلك فضل الله للمؤمنين فكيف ترى ذلك ولا تؤمن ؟ لا تقول أنك مؤمن

)
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا(

فكما قال الله ليس كل مسلم مؤمن , الإيمان منزلة أسمى وأعلى بعد الإسلام فللإيمان شروط وبتحقيق تلك الشروط يصير المسلم مؤمنًا بفضل الله .

إذًا لنبدأ معكم من الدرجة صفر في الإيمان وهنا نذكر شروط الإيمان التي أنزلها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم والتي تحتاج لسردٍ طويلٍ , وهنا حديث صغير-- عن أنس بن مالك رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لما خلق الله الجنة قال لها تكلمي ، فقالت : قد أفلح المؤمنون-- لكن سأكتفي بذكر الصفات والشروط لكم من القرآن الذي أنزله سبحانه وتعالى على نبينا العدنان محمد صلوات من الله عليه وسلام , وسأذكرها بالقرآن الذي فصلها تفصيلًا فانصتوا :



بسم الله الرحمن الرحيم

)
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ) المؤمنون 


)
فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) الأنفال ,


)
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) الحجرات .



و الآيات كثيرة , لكن هل تلاحظ يا مسلم , لم يقل ربنا في تلك الآيات المسلمون بل المؤمنون ! لأن المؤمنين هم أهل الجنة سيدخلونها سيدخلونها بإذن ربهم وهم الفائزون , و الخالق الرحيم حريص على عباده الموحدين أن يدخلوا الجنة آمنين لذلك يحرص عليهم أن يكونوا مؤمنين ليس مسلمين فقط تدبر .




فكيف ترى طريق الجنة ولا تسلكه , أفتكون كاليهود المغضوب عليهم من قِبل الله أم النصارى الذين أضلهم الله (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا )الأعراف ,

فلتكن مؤمنًا ولتسارع بتطبيق شروط الإيمان لتكون من المؤمنين الفائزين في الدنيا والآخرة . ولكن لتعلم أنك وأنت تطبق هذه الشروط ستتعرض للكثير من العقبات والابتلاءات الكثيرة فسنة الله في عباده التمحيص والابتلاء, سيعترضك الشيطان بالوساوس الكثيرة فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم واكثر من ذكر الله وعليك بأذكار الصباح والمساء وآية الكرسي ورددها كثيرًا قبل النوم , اكثر من الاستغفار , وبعد سيثنيك عن الطريق أهلك وولدك بمختلف الطرق ستجدهم يلهونك عن طاعة الله فلا تطعهم بل أطع الله وتمسك بالطريق وإلا ضعت , حين تصمد ستزيد وتتعاظم عليك المحن والملهيات التي تثني عن الطاعة حتى يرى الله منك الصدق وجهاد نفسك (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )محمد(القتال) ,




أري الله منك الصدق في النية والعزم الأكيد على أن تكون من المؤمنين , حينها فقط سيؤيدك الله وحفظك ويعينك على طاعته , والأمر الأهم أن تكون نيتك صادقة وعزمك أكيد وإقبالك شديد على الإيمان , وعليك بكثرةالاستغفار وبـ(لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ) وعليك بتقوى الله فى نفسك أولًا , فأهم شيء هو الخوف من الله في نفسك وفي خلوتك فلا يتحقق الإخلاص إلا بهذا الشرط , فلا تكن مرائيًا راهبًا أمام الناس وفاسقًا فاجرًا في خلوتك , إياكم والنفاق , اتقِ الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلقٍ حسن حسن الخلق من الإيمان (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )  

واعلم أنك والله لو صدقت الله سبحانه وتعالى لصدقك ولو أطعته لرزقك ولو خفته لحفظك ولو تواضعت لرفعك , أقبل على الله وأصدُق النية وأخلص في العبادة وعليك بشروط الإيمان وبما قلته لكم من الإعداد الديني والبدني والوصول لدرجة الإيمان , حينها والله لن تكون إلا بين المجاهدين في أرض الخلافة , فقط حقق الشرط تنل النتيجة , وأعلم أنه ليس من الإيمان أن تقول (أهلي داري مالي عيالي ءأتركهم) اسمع قول الله تعالى :

)
قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) التوبة .



وأخيرًا : أذكركم بقول الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) فسارع بالهجرة والجهاد في سبيل الله , وتق الله فـ(مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) واعلم أن ما أصابك فما كان ليخطئك وأن كل شيء مقدر ومكتوب وكل شيء هو ما قدره الله لك , فعليك لأن تؤمن بالقدر خيره وشره , وإذا أصابتك مصيبة فلتصبر ولتقل (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) واعلم أنه لابد من البلاء الشديد في النفس والمال لكن اعلم أن ذلك هو ثمن الجنة (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا) ألا إنَّ سلعة الله غالية , ألا إن سلعة الله الجنة وطريقها محفوف بالأشواك لكن الأجر هو الجنة فاتق الله واصبر واحتسب







(
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ) البقرة .

أعلمت الآن هل أنت حقًا مؤمن أم لا , نسأل الله أن يهدينا ويرزقنا الإيمان ويحببه لنا ويكره لنا الكفر والفسوق والعصيان .

شاء الله أن أكتب لكم ما يسر لي أن أكتبه وأسأل الله أن ينصر المجاهدين ويسدد الأمراء الحاكمين بشرع الله لتقويم المسلمين وأن يأذن بالهجرة للقاعدين واسأل الله القبول لي ولك صالح الأعمال وأن يجعلنا من الصالحين المخلصين ويكتبنا من الشهداء في الفردوس مع سيد النبيين صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته وأزواجه أجمعين , وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .




كتبه أخوكم العبد لله الفقير إلى الله المقصر في حق الله أبومالك المصري , فبالله عليكم ادعوا لي بالشفاء والخير وادعوا لأنفسكم ولكل القاعدين بالهجرة والجهاد ونيل شرف الاستشهاد ولا تنسوني من دعائكم عسى الله أن يشفيني بإذنه , لا إله غيره سبحانه يقول للشيء كن فيكون , رب العرش وإليه ترجعون .

فما كان من سداد فمن الله ربنا الرحمن , وما كان من خطأٍ أو تقصير فمني ومن الشيطان

سبحان الله وبحمدك أشهد ألا إلـ'ـه إلا أنت يا الله استغفرك وأتوب إليك . 

نسألكم الدعاء
أخوكم أبومالك المصري




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق