قصة الإستشهادي أبو أيوب المغربي تقبله الله
لقيته في مقر من مقرات الشام ، ومعه بعض اﻷلمان وكلهم ﻻ يتقن شيء من العربية غير واحد فيهم
سلمت عليهم وكان معي بعض اﻹخوة من الجزيرة ، ففرحوا بنا وأنسوا .. ذهبنا للمعسكر وفي طريقآ أخذ أحد الجزراوية يحدوا
بنا حداء جهادي
وهم ينظرون و يتضاحكون معجبين بهذا النشيد وذاك الترديد وكان هو من بينهم ، يسارقني النظر بين الحينة واﻷخرى
ﻷني لم أكن أردد كثيرآ مع اﻹخوة ... حتى وصلنا لذلك المعسكر الجبلي الجميل
استقبلنا اﻹخوة وقد كنا تكملة عدد كما يقال ، ﻷن هناك من كان أسبق منا في القدوم فكان حقه التقديم
والمعسكر بصفة عامة ، ليس للتدريب وضع و إن كان غالبه كذلك ، إنما وضع كمرحلة تنقل المجاهد من حياة الترف وتعودها إلى
حياة الخشونة و الجلد والشدة والشظف
و المعاملة فيه قاسة ، وﻻبد أن تتنازل عن الكبرياء و العزة و اﻷنفة التي خلفت من حياة الترف و الغنا
فإن وجدت المدرب يصرخ في وجهك أو يدفعك على اﻷرض أن يثقل على كاهلك في حمل السلاح
أو حتى يثير التراب على وجهك و أنت تزحف ﻻ تقل : أنا عزيز فما هذه المعاملة ؟! ، هذه معاملة كمعاملة جنود الطواغيت ،
نحن لم ننفر منهم لنرجع فيهم !
وكل هذا باطل ، فمن يدربك هو أخوك في العقيدة و اﻹسلام ، ثم إن هذه العزة واﻷنفة عندك ، ستتمرغ في مقابلة الكفار ، فقد
تحصر أو يكون هناك رمي بالرصاص
فتضطر ﻷن تنبطح تجنبآ لذلك حتى في الطين ، وقد تخرج من المعركة و التراب في شعرك متغلغل ﻻ يزيله إﻻ الزمان
ﻻبد على المجاهد أن يمنع نفسه مما كانت تعتز به ﻷن هذا الدين يحتاج رجال جبال وصحاري ، ﻻ رجال بيوت و قصور
فالمعسكر من أهدافه الرئيسية ، اختبار الصبر فالصبر زاد المعارك
ومن أهدافه ، اختبار السمع والطاعة ، و بيان أهمية السلاح
أما اللياقة فلن تكتسبها في شهر إنما تكون بها قاعدة أساسية للياقتك
و أما تعلم السلاح فلا يحتاج لشهر فقد تتعلمه في أيام
إذآ المقصد من المعسكر هو اﻹعداد العسكري و النفسي الروحي
هذا الاستطراد ليستفيد الجميع المجاهد منهم و القاعد
ﻷن هذا قد يغيب على بعض المجاهدين حتى !
.
مرض أول وصوله لتغير اﻷجواء ، تخيل قبل أيام كان في ألمانيا و اليوم على قمم الجبال !
كنت أهتم بصحته و أقرب له الدواء و الماء ، فاشتدت بيننا اﻷخوة وتعارفت أرواحنا وتآلفت
كان حسن اﻷخلاق جدآ يهمس لك بما يريد ، حيي يستحي وهو يتحدث معك ، لم يكن يؤذي إخوانه ولم يكن يظلمهم
الكل مجمع على حب هذا الرجل الذي كان بينه وبين ربه علاقة خفية
أحسست منه شيء تجاه المعسكر والتمارين ، ﻷني أصبت وقتها في أربطة القدم فلم أخرج وهو كان مريضآ
فوقر في قلبي أن هذا من أصحاب العمليات .. ﻷن أمثالهم ﻻ يرضى أن يقاتل الكافر فيقتله
بل يذهب هو إليه ليزفه و إخوانه ومعداته و البيوت المجاورة معه إلى الجحيم والفناء
ويذهب هو أشلاء و دماء
أمثال هؤﻻء اﻻستشهاديون ﻻ يرضون إﻻ بحرث الكافرين وكنسهم من اﻷرض
أمثالهم ﻻ يرضى إﻻ بحرق تلك القلوب والأجساد الصادة عن دين الله والمحاربة له
.
فاصل مع استشهادي
ذهبت مرة مع استشهادي لمكان رباط وكان العدو يقصف الخطوط الخلفية يعني كان القصف قريبآ منا
فضرب العدو قذيفة فوقعت في بيت حولنا ... فأمسك اﻷخ بيدي وقال : أخرجني بسرعة ! ! !
قلت : أوتخاف ! ... قال : ﻻ ﻻ ولكني أخاف أن أقتل دون أن أزف الكافرين لجهنم
أريد أن أقتل وقد أثخنت فيهم
.
و آخر استشهادي
الذي ظهر قديمآ في عملية هذه بضاعتكم ردت إليكم ولعله كان ليبيآ ⏪ نسيت
كان يأكل كثيرآ ولا يتمرن فقيل له في ذلك : قال أجمع الشظايا في جسدي !
وقبل تنفيذه بيوم وقع قصف قريب البيت الذي كان فيه مع قائد المنطقة
فهرب حتى اتخذ من الدرج ساتر لكي ﻻ يقتل !
فعجب القائد وقال : أنت غدآ تنفذ و أنت خائف اﻵن !
قال : ﻻ أريد أن أقتل قبل أن أرد البضاعة ﻷصحابها !
.
مؤسسة الفرقان - على منهاج النبوة
نرجع لصاحب القصة وهو اﻻستشهادي الذي ظهر في إصدار " على منهاج النبوة " في العملية اﻻستشهادية
وكان حصيلتها أكثر من 40 رافضي مع تدمير آليات
وهو أبو أيوب المغربي أو أبو أيوب اﻷلماني
كانت كنيته في البداية ، أبو عبدالرحمن ولكنه غيرها ﻷن هناك الكثير من أصحاب هذه الكنية
هذا اﻷخ كانت بيني وبينه علاقة خاصة ، كنا نجلس كثيرآ أنا وهو
ومع هذا لم يذكر لي أنه سينفذ وﻻ مرة !
ولم يعلم أقرب قريب له أنه سينفذ
فبعد أن خرج من المعسكر ، سجل لعملية استشهادية ولم ييسر له وابتلي فيها أشد البلاء
ولعجيب إخلاصه و إخفاءه طلبه العملية
⬇
أن أحد اﻹخوة في تويتر عندما أنزلت صورة أبي أيوب أخبرني أنه كان معهم وكان رامي RBG
و أنه اختير من بين اﻹخوة في ليلة واحدة هكذا اتفاقآ !
فضحكت من قوله وقلت : أنت ﻻ تعلم أن أبا أيوب كان قد قدم على العملية له أكثر من سنة
و أنه ابتلي في ذلك و كانت تؤجل العمليات بعدما يذهب ويترصد ، ولم يعلم بذلك أحد !
.
نعم علمت ذلك أنا منه بعد حادثة وقعت بيني وبينه ، فكلما تأتي معركة ترفع اﻷعناق و تدار الرؤوس و يمرن اﻹبهام والسبابة
تحسبآ لضغط زر التنفيذ
وتتلمس اﻷخبار من هو الذي سينفذ فيها ؟
فكانت هناك أنباء عن معركة ما ، فلمست خبرآ كان يحتاج ﻻستنتاج فسحبت خيطه وعلمت أنه الذي سينفذ
لقيته و أخذت ألعب معه و أمازحه طبعآ بالكلام و أقول : أحس أنك تودع :) ﻻ ﻻ ﻻ أكيد أني سأفقدك :)
فهو المسكين قد وقع في الشراك وقال : كل ما قيل عني ليس بصحيح :)
قلت : وهل قلت لك أن أحدآ قال لي شيئآ عنك ! .... مجرد إحساس :)
وبعد كلام كثير أخبرني
بعد أن خلونا لوحدنا ، فأخذ يخبرني ويبكي ويردد : أنا مشتاق لله ، أريد أن ألقاه ، أريده أن يضحك مني
كيف أضحكه ... كيف و أخذ يبكي !
ثم قال أخبرني كيف أفعل حتى يضحك مني ؟ !
عجبت لشوقنا و شوقه ، وطول أملنا وقصر أمله ، بل نحن ما عرفنا حقيقة معنى الشوق و ﻻ تمني لقاء الله
ثم توالت جلساتنا بعد ذلك ، قص لي فيها أمور لن أذكرها
ولكن مما قصه أن عمليته أجلت 3 مرات في معارك مختلفة و أنه في كل مرة يرى مكان قتله ثم يفقده و تؤجل العملية !
بلاء و حصار نفسي عجيب !
.
مما كان في سيرته أنه كان معلمآ للقرآن محافظآ على حلقة التحفيظ مداومآ عليها من غير أن يتابعه أحد
مع ضعفه في العربية ونطقه إﻻ أنه كان يعلم
وكان يعلم الطلاب الصغار الحروف
ويعمل بنفسه لهم حفلآ و يوزع عليهم من ماله جوائز
كل هذا كان يحرث به ﻵخرته تقبله الله
.
من أخلاقه و وفاءه ﻹخوانه أنه وفي معركة قوية أصيب أحد اﻹخوة مما اضطر أربعة من اﻹخوة أن يحملوه
وكان هو من بينهم فرمى بعض اﻹخوة سلاحهم لثقل اﻷخ و وطول المسافة وكان هو من بينهم من أجل أﻻ يترك أخاه الجريح
وكانت المسافة قريب 3 كيلوا !
ثم أبدله الله بعد ذلك بسلاح أبي حازم المدني تقبله الله " هاني العوفي "
ينتقل السلاح من مقاتل شهيد إلى مقاتل استشهادي !
ومن معلم للقرآن إلى معلم آخر
سبحان الله العظيم
.
وبعد قتال الصحوات لم ألقه و إنما رأيته في إصدار " على منهاج النبوة " منفذآ في جموع الروافض وقد زفهم للجحيم
وبعد تنفيذه بأيام رأيته في رؤيا
أنه
نزل من سيارة وكان راكبآ معه ، رجل ﻻ أعرفه ، فجاء هو إلي ، وعانقني بقوة شديدة جدآ
وكأنه مشتاق لي شوق عظيم
وهو باسم الثغر وينظر لي
ثم ذهب إلى سيارته ، ففتح الباب ثم التفت إلي وضحك
و أشار إلي أﻻ تخبر أحدآ ، يعني : أنه ذاهب للجنة !
إنتهت
تقبلك الله يا أبا أيوب يا حبيب قلبي و فؤادي وجمعني بك في جنة الفردوس اﻷعلى
نتذاكر ما خلفنا في الدنيا
لا أنسى قوله لي ما أحببت أحدآ في الله كما أحببتك
تقبله الله
كتبه أخوكم
السلطان سنجر
أخذه الله إليها ومنها إليه
دعواتكم لي بالشهادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق