الثلاثاء، 11 أبريل 2017

وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم !! مقطع يزلزل القلوب

قالوا عنها أنها أحسن قصة توبة للشيخ خالد الراشد

خالد الراشد كلام يجعلك تبكي وصف اخر رجل يدخل الجنه

خالد الراشد كلام يجعلك تبكي وصف اخر رجل يدخل الجنه

قصص عن عمر بن الخطاب والله تبكي الصخر - مؤثره جدا

ذكرى للمؤمنين مؤثر خالد الراشد

يا أمة محمد - الخطبة التي سجن بسببها الشيخ خالد‬ كاملة

" القبر كل يوم يناديك " اسمعها واعتبر - لااااتفوتها !! 2016

مقطع لايفوتك قد يغيير حياتك !!! خالد الراشد

مقطع لايفوتك قد يغيير حياتك !!! خالد الراشد

رسالة مؤثره من الشيخ خالد الراشد لكل عاصي

رسالة مؤثره من الشيخ خالد الراشد لكل عاصي

لا حزن ولا هم بعد سماعك لهذا : أعظم مقطع سمعته في حياتي

الدنيا فانية - الشيخ خالد الراشد

قصة والله لن تمل من سماعها يرويها خالد الراشد فرج الله همه

الموت - محاضرة مؤثرة جداُ - الشيخ خالد الراشد

الموت - محاضرة مؤثرة جداُ - الشيخ خالد الراشد

حسن الظن بالله _ مؤعظة مؤثره جداً خالد الراشد

الشيخ خالد الراشد / توبة صادقة

الشيخ خالد الراشد / توبة صادقة

قبل الندم - الشيخ خالد الراشد

يانفس توبي قبل فوات الآوان - الشيخ خالد الراشد

يانفس توبي قبل فوات الآوان - الشيخ خالد الراشد

كيف تعرف ان الله يحبك ‼️.. خالد الراشد

هل انت من الصادقين مع الله!مقطع مبكي غير حياة الكثير مؤثر جدا خالد الراشد

اسمع وابكي على نفسك !!! خالد الراشد

۩ بعد هذه الكلمات سجن الشيخ خالد الرشد ۩ زلزلت قلوب المسلمين ۩

إلى متى العصيان ؟ موعظة مبكية ستغيير حياتك !! خالد الراشد

إلى متى العصيان ؟ موعظة مبكية ستغيير حياتك !! خالد الراشد

موعظة مؤثرة جداً || هل انت مستعد للرحيل ؟ الشيخ خالد الراشد

طريق الجنة - الشيخ خالد الراشد

طريق الجنة - الشيخ خالد الراشد

وصية خالد الراشد للشباب �� مؤثر

حاسب نفسك قبل فوات الآوان !! خالد الراشد

قصة دموع تائب - خالد الراشد

حسن الظن بالله _ مؤعظة مؤثره جداً خالد الراشد

النية الصالحة - الشيخ خالد الراشد

الأربعاء، 1 يوليو 2015

رمضان آدابه فضائله أركانه ومايبطله




شهر رمضان
 الحمد لله الذي جعل شهر رمضان موسماً للطاعات، وأفاض على الصائمين نعيم الرضوان والنفحات، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين أ ّما بعد,,,
 اعلموا رحمكم الله أنه نزل بساحتكم شهر رمضان الكريم، موسم عظيم خصه الله تعالى من بين سائر الشهور بالتشريف والتكريم، وأنزل فيه القرآن العظيم وفرض صيامه على المؤمنين شكراً على هذا الإنعام والفضل العميم، وسن لكم قيامه فضلاً لتحصيل الأجر الكريم.
 كان الرسول يبشر أصحابه بقدوم شهر رمضان فيقول: (أتاكم شهر رمضان شهر مبارك, كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حرم) رواه النسائي والبيهقي وأحمد.
 ألا فاغتنموا فضل ربكم ذي الجود والإحسان، وتعرضوا لنفحاته في أوقات شهركم الحسان، وافتحوا فيه بيوتكم لإطعام الجائعين ومواساة المنكوبين، واعطفوا على أقاربكم، واحذروا أن تمحقوا صومكم بالفسوق والعصيان، والكذب والغيبة وقول الزور والبهتان، وأكثروا من التسبيح والأذكار وتلاوة القرآن، نسأل الله العون والتوفيق للوصول إلى مرضاته ونيل درجاته.




من فضائل شهر رمضان
 · عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة وغُلِّقت أبواب النار وصُفِّدت الشياطين" متفق عليه.
 · وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان" مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" رواه مسلم.
 · وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك، للصائم فرحتان: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري.
· عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه؛ ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال فيشفعان) رواه أحمد والطبراني في الكبير.
ومن فضائل شهر رمضان أنه:
· شهر القرآن: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) البقرة185.
· ليلة القدر: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر3.
· لذلك ينبغي على كل حريص ألا يضيع العشر الأواخر من رمضان في شيء سوى التقرب إلى الله وذكره وعبادته، فإحدى تلك العشر هي ليلة القدر.
· عمرة رمضان: من استطاع العمرة في رمضان فليعزم عليها، لقوله صلى الله عليه وسلم (عمرة في رمضان كحجة معي).
· شهر الجود: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ـ أي أكرم الناس ـ وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) متفق عليه.
· وأجود ما ينبغي أن يكون المرء مع نفسه بأن يكثر من الطاعات، ومع أهله بحسن الخلق وصلة الأرحام والعفو عن المسيء، ومع الناس برد السيئة بالحسنة، فهذا هو الجود وليس فقط بالتصدق بالأموال والبخل بالأخلاق.
· شهر الطاعات: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين) متفق عليه. ولكن نزوات النفس وشهواتها وشياطين الإنس يجتهدون في ليالي رمضان ويزدادون في الأسواق وأماكن اللهو، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد عند الله أسواقها). فقد خسر من ضيع ليالي رمضان بين لهو ولغو وتسكع في الأسواق، وبيوت الله مفتوحة والصلوات قائمة والعباد يُنَمُّون تجارتهم مع الله.
· وقد ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله:... ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له).




رمضان في التاريخ
· في السنة الثانية من الهجرة وفي شهر شعبان فرض الله عز وجل على المسلمين صيام شهر رمضان وكان ذلك قبل غزوة بدر.
· وقعت غزوة بدر الكبرى يوم الجمعة في السابع عشر من رمضان وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة وسميت معركة الفرقان.
· في رمضان من السنة الثامنة للهجرة تم الفتح المبين ـ فتح مكة ـ دخلها النبي صلى الله عليه وسلم دون قتال وأعطى أهلها الأمان فدخلوا في دين الله آمنين.
· في القرن الرابع الهجري وفي رمضان من عام 361هـ تم بناء (الجامع الأزهر)، وهو ثالث جامع بني في مصر، وسمي بالأزهر نسبة للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها.
· في شهر رمضان عام 479 للهجرة انتصر المسلمون على الإفرنج في الأندلس في معركة الزلاقة بقيادة يوسف بن تاشفين.
· في الخامس والعشرين من رمضان عام 658 للهجرة انتصر المسلمون بقيادة القائد قطز على جيوش التتار في فلسطين في معركة عين جالوت.




أنواع الصيام
أولاً: الفرض:
· صوم رمضان: قال تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) البقرة 185.
· صوم النذر: كمن نذر أن يصوم عشرة أيام من شعبان فيجب عليه صيامها في شعبان.
· صوم الكفارة: كأن يصوم شهرين متتابعين كفارة للقتل الخطأ، وأن يصوم ثلاثة أيام كفارة لليمين.
ثانياً: التطوع:
· ويشمل ما هو سنة كصوم عاشوراء وتاسوعاء، وستة أيام من شوال وصوم، يوم عرفة وصوم تسعة أيام من أول ذي الحجة، وصوم شهر الله المحرم، وصوم الاثنين والخميس، وصوم يوم وإفطار يوم وهو أفضل الصيام، وغيرها من الأيام المستحب صومها.
ثالثاً: المنهي عنه:
· كصوم يوم الشك وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان هناك شك في رؤية الهلال، وصوم يومي العيد، وصوم يوم الجمعة منفرداً، وصوم الدهر كأن لا يفطر الصائم أبداً، وصوم المرأة تطوعاً بغير إذن زوجها وهو حاضر، وغيرها من أنواع الصيام المحرم أو المكروه.




في أركان الصوم
 أركان الصوم هي:
1. النية، وهي عزم القلب على الصوم امتثالاً لأمر الله عز وجل، أو تقرباً إليه لقوله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات). فإذا كان الصوم فرضاً فالنية تجب بليل قبل الفجر، لقوله صلى الله عليه وسلم :(من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له). وإن كان نفلاً صحت ولو بعد طلوع الفجر, وارتفاع النهار، إن لم يكن قد طعم شيئاً، لقول عائشة رضي الله عنها: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: "هل عندكم شيء؟ قلنا لا، فقال: فإني صائم" رواه مسلم.
2. الإمساك، وهو الكف عن المفطرات من أكل وشرب وجماع.
3. الزمان، والمراد به النهار، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فلو صام امرؤ ليلاً أو أفطر نهارا،ً ما صح صومه أبدا،ً لقوله تعالى: (ثم أتموا الصيام إلى الليل).
· شروط الصوم
يشترط في وجوب الصوم على المسلم أن يكون عاقلاً بالغاً، لقوله صلى الله عليه وسلم (رُفِع القلم عن ثلاثة: (المجنون حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم). وإن كانت مسلمة يشترط لها في صحة صومها أن تكون طاهرة من دم الحيض والنفاس، لقوله صلى الله عليه وسلم في بيان نقصان دِين المرأة (أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم؟) البخاري.
· المريض:
إذا مرض المسلم في رمضان نظر: فإن كان يَقْدر على الصوم بلا مشقة شديدة صام، وإن لم يقدر أفطر، ثم إن كان يرجو البرء من مرضه فإنه ينتظر حتى البرء ثم يقضي ما أفطر فيه، وإن كان لا يرجى برؤه أفطر وتصدق عن كل يوم يفطره بمد من طعام، أي حفنة قمح، لقوله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين).
· من فقه الصيام
.  من أكل ناسياً: أخرج الشيخان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه).
.  من أدركه الفجر جنباً: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم) متفق عليه.
.  الطيب والاكتحال لا بأس به للصائم، ولم يرد دليل بالنهي عنه.
.  بلع الريق لا يفطر الصائم.
.  التبرد وهو أن يصب الإنسان الماء على جسمه للارتياح ولا شيء فيه.
.  حكم الحامل والمرضع: لهما أن تفطرا وتقضيا بعد رمضان إن خشيتا ضعفاً أو أثراً على الجنين.
. خروج الدم من الفم أو الأنف، والقيء: تعمد القيء يفطر الصائم، أما إن غلبه القيء وخرج الدم دون إرادته فيغسل فاه ويكمل صومه ولا شيء عليه إن شاء الله.
. من يريد السفر له أن يصوم أو أن يفطر حسب طاقته، وكلا الأمرين ثابت في السنة، فكان الصحابة في سفرهم منهم الصائم ومنهم المفطر، ولا ينكر أحد على أحد.



آداب الصيام
 يستحب للصائم أن يراعي في صيامه الآداب التالية:
1. السحور: وقد أجمعت الأمة على استحبابه، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :(تسحروا فإن في السحور بركة) رواه البخاري ومسلم.
2. تعجيل الفطر: ويستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس؛ فعن سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر) رواه البخاري ومسلم.
 3. الدعاء عند الفطر وأثناء الصيام: وروى الترمذي ـ بسند حسن ـ أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر والإمام العادل والمظلوم).
 4.  الكف عما يتنافى مع الصيام: فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم، إني صائم )رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم.
 5. السواك: لحديث عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مالا أحصي يتسوك وهو صائم ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
 6. الجود ومدارسة القرآن: الجود ومدارسة القرآن مستحبان في كل يوم، إلا أنهما آكد في رمضان. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حيث يلقاه جبريل، وكان يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة".
 7. الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان: روى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المئزر" وفي رواية لمسلم :"كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره"




فيما يبطل الصوم
·     ما يبطل الصوم أمور هي:
 1. وصول مائع إلى الجوف، بوساطة الأنف كالسعوط، أو للعين والأذن كالتقطير، أو الدبر وقُبُل المرأة كالحقنة.
 2. ما وصل إلى الجوف بالمبالغة في المضمضة والاستنشاق في الوضوء وغيره.
 3. خروج المني، بمداومة النظر، أو إدامة الفكر، أو قبلة أو مباشرة.
 4. الاستقاء العمد، لقوله صلى الله عليه وسلم (من استقاء عمداً فليقض). أما من غلبه القيء فقاء بدون اختياره فلا يفسد صومه.
 5. الأكل والشرب أو الوطء في حال الإكراه على ذلك.
 6. من أكل أو شرب ظاناً بقاء الليل ثم تبين له طلوع الفجر.
 7. من أكل أو شرب ظاناً دخول الليل ثم تبين له بقاء النهار.
 8. من أكل أو شرب ناسياً ثم لم يمسك، ظاناً أن الإمساك غير واجب عليه ما دام قد أكل وشرب، فواصل الفطر إلى الليل.
 9. وصول ما ليس بطعام أو شراب إلى الجوف بوساطة الفم، كابتلاع جوهرة أو خيط، لما روي أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( الصوم لما دخل وليس لما خرج ) يريد رضي الله عنه بهذا أن الصوم يفسد بما دخل في الجوف لا بما يخرج كالدم والقيء.
 10. رفض نية الصوم ولو لم يأكل أو يشرب، إن كان غير متأول للإفطار، وإلا فلا.
 11. الردة عن الإسلام إن عاد إليه، لقوله تعالى: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)




الجوانب التربوية في الصوم
1. صفة الإخلاص لله وحسن مراقبته، لأنه سر بين العبد وربه،والإخلاص لله من أعظم وألزم القربات إليه، فلا خير من عمل أو جهد إذا خلا من الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فالله غني عن الشركة ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه.
 2. والصوم فيه مجاهدة لرغبات النفس والجسد، وفي ذلك تقوية لإرادة المسلم، فالصائم يكبح جماح نفسه وشهواته عن الحلال فترة من اليوم، وفى ذلك عون له على أن يمتنع عن الحرام باقي الأوقات.
 3. الصوم يكسب الصائم فضيلة الصبر التي تعينه على تخطي العقبات والتحديات في مواصلة سيره إلى الله في هذه العبادة.
 4. الصوم يربي الجوارح ويهذب النفس شهرًا كاملا، فتعتاد ذلك، فلا يقتصر الصوم على شهوتي البطن والفرج, ولكن الصوم الصحيح أن تصوم الجوارح كلها عن كل ما حرم الله، فالعين والأذن واللسان واليد والرجل بجانب الفم والفرج, وكل ذلك جانب تربوي هام في شخصية المسلم.
 5. والصوم يكسب صاحبه فضيلة الحلم على الجاهلين, فإذا خاصمه أحد أو سابه أو استثاره يكظم غيظه ويحلم ويقول: (إني صائم,إني صائم, إني صائم)
 6. والصوم يربي في قلب الصائم العطف على الفقير والمحتاج حينما يشعر بألم الجوع, فيسارع إلى مد يد العون له, وجاءت زكاة الفطر لتؤكد هذا الجانب وتذكر به، وذلك جانب تربوي هام يلزم أن يسود بين المسلمين لتدوم الرابطة والمودة والإخاء بينهم على طول الدوام.
 7. والصوم يعلم الصائم ما يفرح له المؤمن من توفيق الله وعونه لأداء العبادة والإخلاص لله حينما يذكرنا الرسول : (للصائم فرحتان، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه)رواه مسلم، (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)وفي هذا تصحيح لتصورات خاطئة عند الكثير حينما يفرحون لأعراض الدنيا عندما تقبل عليهم ويحزنون عند افتقادها.




من فوائد الصيام
·         من فوائد الصيام
الناظر في التكاليف الشرعية التي كلف الله تعالى بها عبادة لا يكاد يرى تكليفاً من هذه التكاليف إلا وفيه من الفوائد الدنيوية والأخروية ما يعجز العاقل عن حصرها. ذلك لأنها قائمة على سعادة البشر في دينهم ودنياهم والصوم أحد هذه التكاليف الشرعية، فليس بدعاً أن تكون له فوائد وحكم جمة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
  • أن الصوم يكسر شهوات النفس من الشبع والري ومعاشرة النساء، حيث إن هذه الشهوات ترتاح إليها النفس وقد تفضي بصاحبها إلى الأشر والبطر والغفلة فيهلك.
  • ومنها أيضاً أنه سبيل لإزالة قساوة القلب وغلظته، وطريق لترقيقه وليونته، فتزكوا النفس وتطهر وتخف عليها العبادة وتشعر بحلاوتها ولذتها فتسعد بالقبول والراحة.
  •  ومنها أيضاً أنه سبيل إلى معرفة قدر نعمة الله تعالى على العبد ـ فبضدها تتميز الأشياء ـ فيشكر ربه على هذه النعم, فيستديم النعمة ويستزيدها لقوله تعالى" لئن شكرتم لأزيدنكم" إبراهيم آية 7.
  •  ومنها أيضا تضييق مجاري الشيطان حيث يجرى من ابن آدم مجرى الدم.
  •  ومنها الشعور بالفقراء والعطف والحنو عليهم لأن الجوع والعطش يذكر الصائم بحال أصحاب هذه الأكباد الجائعة، وقد جاء عن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ قد كان على خزائن الأرض ـ أنه كان يتجوع فقيل له: تجوع وخزائن الأرض بيدك؟ فقال: إني أخاف أن أشبع فأنسى الجائع"
  •  ومنها أنه من أكبر العون على تقوى الله تعالى التي هي اسم جامع لكل ما يتقى به النار من فعل المأمورات، واجتناب المنهيات.

 ·         الصيام.. والأمراض الجلدية
يقول الأستاذ الدكتور/ محمد الظواهري – أستاذ الأمراض الجلدية: إن كرم رمضان يشمل مرضى الأمراض الجلدية.. إذ تتحسن بعض هذه الأمراض بالصوم. ويتأتى هذا من أن هناك علاقة متينة بين الغذاء وإصابة الإنسان بالأمراض الجلدية. إذ أن الامتناع عن الطعام والشراب مدة ما, تقلل من الماء في الجسم والدم وهذا بدوره يدعو إلى قلته في الجلد, وحينئذ تزداد مقاومة الجلد للأمراض المعدية والميكروبية، ومقاومة الجلد في علاج الأمراض المعدية هي العامل الأول الذي يعتمد عليه في سرعة الشفاء، وتقلل قلة الماء في الجلد أيضًا من حدة الأمراض الجلدية الالتهابية والحادة والمنتشرة بمساحات كبيرة في الجسم. – كما أن قلة الطعام تؤدي إلى نقص الكمية التي تصل إلى الأمعاء وهذا بدوره يريحها من تكاثر الميكروبات الكامنة بها وما أكثرها.. عندئذ يقل نشاط تلك الميكروبات المعدية ويقل إفرازها للسموم، وبالتالي يقل امتصاص تلك السموم من الأمعاء. وهذه السموم تسبب العديد من الأمراض الجلدية. والأمعاء ما هي إلا بؤرة خطرة من البؤر العفنة التي تشع سمومها عند كثير من الناس, وتؤذي الجسم والجلد وتسبب لهما أمراضًا لا حصر لها, وشهر رمضان هو هدنة للراحة من تلك السموم وأضرارها. ويعالج الصيام أيضًا أمراض البشرة الدهنية وأمراض زيادة الحساسية.




عادات احذرها
·         عادات احذرها
تظهر مع الصيام بعض العادات غير الحميدة تتسرب إلى الصائم دون أن يشعر بأثرها، لكنها في الوقت نفسه مضرة ولها آثار جانبية كثيرة، ننبه في هذه العجالة على بعضها لعل من يطلع عليها يحذرها ويجتنب الوقوع فيها. ومن هذه العادات:
1.    الإسراف: خلق ذميم جاء الشرع بالتحذير منه والنهي عنه في كل الأحوال وعموم الأزمان, قال تعالى "والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قوامًا" الفرقان آية 67, وقال تعالى: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً" الإسراء آية:27, وفي السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "كل والبس ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة". والإسراف يؤثر على القلب حيث يطفئ نوره ويعور عين بصيرته، ويثقل سمعه، ويضعف قواه كلها، ويوهن صحته، ويفتر عزيمته وهمته ،كل هذه الأمور تصيب القلب بسبب الإسراف.
 2.    الشبع المفرط: ومن العادات الذميمة في رمضان الشبع المفرط نتيجة للجوع الذي يتعرض له الصائم، ولكن هذا الشبع له تأثير سلبي، حيث يثقل الجسد عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطن ومحاولة الحصول عليها حتى يظفر بها، فإذا حصل الصائم على متطلبات إفطاره وامتلاء بطنه انشغل بمزاولة تصرفها، أي التخلص من الامتلاء والبحث عن المهضمات، والخوف من الضرر الناجم عن الشبع، ومن مضار الشبع أنه يقوي مواد الشهوة وطرق مجاري الشيطان حيث يوسعها لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فالصوم يضيق مجاريه ويسد علبه طرقه والشبع يوسعها، ومن أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً، وفي الحديث المشهور"ما ملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن بها صلبه فإن كان لا بد فاعلًا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" رواه الترمذي وابن ماجه
 3.    كثرة النوم: النوم الكثير له آثار سلبية كثيرة ،منها أنه يميت القلب، ويوهن البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والنسيان والكسل، وكما مر معنا من أكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فخسر كثيراً. أسأل الله عز وجل أن يعيننا على طاعته، وأن يرزقنا بره آمين.




العشر الأواخر من رمضان
 · الاجتهاد فيها:
ففي صحيح مسلم عن عائشة t:" أن النبي r يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها".
وفي الصحيحين عنها قالت: "كان النبي r إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"
 ففي هذا الحديث دليل على فضيلة هذه العشر لأن النبي r كان يجتهد فيها أكثر مما يجتهد في غيرها، وهذا شامل للاجتهاد في جميع أنواع العبادة من صلاة وقرآن وغيره وذكر وصدقة وغيرها.
 · الاعتكاف فيها:
ففي الصحيحين عن عائشة t أن النبي r "كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله".
والاعتكاف لزوم المسجد للتفرغ لطاعة الله عز وجل.
 · تحري ليلة القدر:
ذهب الفقهاء إلى أن ليلة القدر أفضل الليالي، وأن العمل الصالح فيها خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قال تعالى: (ليلة القدر خير من ألف شهر) القدر 3. فعن أبي هريرة t قال: قال رسول الله r "من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري.
 · محل ليلة القدر:
فالصحيح المشهور لدى جمهور الفقهاء أنها في العشر الأواخر من رمضان، لكثرة الأحاديث التي وردت في التماسها في العشر الأواخر من رمضان، وتؤكد أنها في الأوتار ومنحصرة فيها، لقوله r "تحروا ليلة القدر في الوتر العشر الأواخر من رمضان" رواه البخاري.
ويكون إحياء ليلة القدر بالصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وأن يكثر من دعاء: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني" لحديث عائشة .




زكاة الفطر
· زكاة الفطر:
أي الزكاة التي تجب بالفطر من رمضان. وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها، وقيل لها فطرة كأنها من الفطرة التي هي الخلقة.
· حكمة مشروعيتها:
والحكمة من مشروعية زكاة الفطر الرفق بالفقراء بإغنائهم عن السؤال في يوم العيد، وإدخال السرور عليهم في يوم يُسر المؤمنين بقدوم العيد، وتطهير من وجبت عليه بعد شهر الصوم من اللغو والرفث. فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "فرض رسول اللهr  زكاة الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات" رواه أبو داود وحسّنه الألباني.
· على من تجب؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم صغير أوكبير، ذكر أو أنثى، حر أم عبد. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "فرض رسول اللهr  زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على كل حر أو عبد ذكر أو أنثى من المسلمين" متفق عليه.
· هل يجوز أخذها نقداً:
يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً. ويقدر في العام الحالي بمبلغ دينار كويتي واحد على كل فرد، وقد أخذت اللجنة بهذا لما فيه من التيسير على المزكي وعلى الفقير، إلا أن تقدير هذه القيمة بدينار ليس تقديراً ثابتاً بل يختلف من عام لعام ومن بلد لبلد.
· هل يجوز إخراج الزكاة خارج البلاد؟
يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر غير البلد الذي يقيم فيه المزكي إذا كان في ذلك البلد من هم أحوج إليها من أهل البلد الذي فيه المزكي، أو كان في ذلك البلد قرابة للمزكي من أهل استحقاق الزكاة، أو إذا كان في نقلها تحقيق مصلحة عامة للمسلمين أكثر مما لو لم تنقل. والله سبحانه وتعالى أعلم.




فرحة العيد
· للمؤمن فرحتان
العيد هو موسم الفرح والسرور قالr  "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه.
قال القرطبي: معناه فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، (وفرح بصومه) أي بجزائه وثوابه؛ وأفراح المؤمنين وسرورهم في الدنيا إنما هو بمولاهم إذا فازوا بإكمال طاعته وحازوا ثواب أعمالهم بوثوقهم بوعده لهم عليها، بفضله ومغفرته، كما قال تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس 58.
قال بعض العارفين: ما فرح أحد بغير الله إلا لغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمولاه.
ولما قدم النبيr  المدينة كان لهم يومان يلعبون فيهما فقال: (إن الله قد أبدلكم يومين خيراً منهما يوم الفطر والأضحى) أخرجه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح.
والحديث دليل على أن إظهار السرور في العيدين مندوب، وأن ذلك من الشريعة، فيجوز التوسعة على الأولاد في الأعياد بما يحصل لهم من ترويح البدن وبسط النفس مما ليس بمحظور ولا شاغل عن طاعة الله.




هديه صلى الله عليه وسلم في العيد
· استحباب الغسل والتطيب ولبس أجمل الثياب:
قال ابن القيم: وكان r يلبس لهما (أي للعيدين) أجمل ثيابه وكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يغتسل للعيدين. أخرجه ابن أبي شيبة بأسانيد صحيحة.
· الأكل قبل الخروج في الفطر دون الأضحى:
قال أنس رضي الله عنه كان النبي r لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وتراً. رواه البخاري.
ويأكلهن وتراً: أي واحدة أو ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً .. وهكذا.
· الخروج إلى المصلى:
عن أبي سعيد الخدري قال: كان الرسولr  يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى" رواه البخاري.
ويسن الخروج إلى المصلى ماشياً فإن عاد ندب له أن يسير من طريق آخر غير التي أتى منها فعن جابر رضي الله عنه قال: "كان رسول الله r إذا كان يوم العيد خالف الطريق" رواه البخاري.
· خروج النساء والصبيان:
 يشرع خروج الصبيان والنساء في العيدين للمصلى من غير فرق بين البكر والثيب والشابة والعجوز والحائض، لحديث أم عطية قالت: "أمرنا أن نخرج العواتق ـ أي الجارية البالغة ـ والحُيَّض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيّض المصلى" متفق عليه.
· وقت صلاة العيد:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت صلاة العيدين يبتدئ عند ارتفاع الشمس قدر رمح وهو الوقت الذي تحل فيه النافلة ويمتد وقتها إلى ابتداء الزوال.
· التكبير في أيام العيد:
التكبير يبتدئ من ليلة العيد، ويستمر في الفطر إلى أن يخرج الإمام للصلاة.
ولفظه: الله أكبر ، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
· التهنئة بالعيد:
يقول المسلم لأخيه: "تقبل الله منا ومنك" رواه أحمد بسند صحيح.




· كصيام الدهر:
يشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال، وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير، كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي أيوب الأنصاري أن النبي r قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر).
وإنما كان صيام الست من شوال مع صيام رمضان كصيام الدهر؛ لأن رمضان عن عشرة أشهر، حيث إن الحسنة بعشر أمثالها، والست من شوال عن ستين يوماً (شهرين)، أيضًا لأن الحسنة بعشر أمثالها، وعشرة أشهر مع شهرين حَوْل كامل، قال r "صيام شهر رمضان بعشرة أشهر وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة) رواه النسائي.
· أحب الصيام إلى الله تعالى:
صوم يوم وإفطار يوم، وهذا أفضل التطوع، لما روى عبد الله بن عمرو أن النبي r قال: "أحب الصيام إلى الله تعالى صيام داود، كان يصوم يومًا ويفطر يومًا" رواه البخاري ومسلم.
· صيام أيام البيض:
وهي الأيام 13، 14، 15، من كل شهر، لقول أبي هريرة t "أوصاني خليلي r بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام".
· فيها تعرض الأعمال:
كان النبي r يصوم يوم الخميس ويوم الاثنين فسئل عن ذلك فقال (إن الأعمال تُعْرض يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم" أخرجه أبو داود والنسائي.
فاحرص على صيام ستة من شوال وعلى الصيام عمومًا، فهناك أيام صيامها أكثر من غيرها أجراً وثوابا :كصيام يوم الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر.


ويوم عرفة لغير الحاج، وصيام عاشوراء وهو اليوم العاشر من محرم، وشعبان، وصوم شهر الله المحرم.




الأحد، 21 يونيو 2015

حال السلف في رمضان:



حال السلف في رمضان:

أخي المسلم.. أختي المسلمة:

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته... وبعد:

أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة، أرجو أن تتقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح، حفظكم الله ورعاكم.

كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟

قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].

أخي الكريم:
خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:

- خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.

تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.

- يزين الله في كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك.

- تصفد فيه الشياطين.
تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار.

- فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.

- يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.

- لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان.

فيا أخي الكريم: شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله؟ بالانشغال باللهو وطول السهر، أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا نعوذ بالله من ذلك كله.

ولكن، العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.

وإليك أخي الكريم الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان:

1 ـ الصوم: قال : { كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول عز وجل: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به"، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك } [أخرجه البخاري ومسلم] وقال: { من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم] ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي : { من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه } [أخرجه البخاري]. وقال : { الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم } [أخرجه البخاري ومسلم]. فإذا صمت - يا عبد الله - فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء.

2 ـ القيام: قال : { من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم] وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً [الفرقان:64،63]، وقد كان قيام الليل دأب النبي وأصحابه، قالت عائشة رضي الله عنها: ( لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ).

وكان عمر بن الخطاب يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة.. ويتلو: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى [طه:132] وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ [الزمر:9].

قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.

وعن علقمة بن قيس قال: ( بت مع عبدالله بن مسعود ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يراجع، يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.

وفي حديث السائب بن زيد قال: ( كان القارئ يقرأ بالمئين - يعني بمئات الآيات - حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر ).

تنبيه: ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال : { من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة } [رواه أهل السنن].

3 ـ الصدقة: كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.. وقد قال : { أفضل الصدقة صدقة في رمضان.. } [أخرجه الترمذي عن أنس].

روى زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول: أمرنا رسول الله أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، قال فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله : { ما أبقيت لأهلك } قال: فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال رسول الله : { ما أبقيت لهم؟ }قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيءٍ أبداً.

وعن طلحة بن يحيى بن طلحة، قال: حدثتني جدتي سعدي بنت عوف المرية، وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت: دخل علي طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت: مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا؛ و لنعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأكربني، قلت: ما عليك، اقسمه، قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد، قال طلحة بن يحيى: فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال: أربعمائة ألف.

فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على آدائها بحسب حالك، ولها صور كثيرة منها:

أ ـ إطعام الطعام: قال الله تعالى: وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً [الإنسان:8-12] فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. قال رسول الله : { يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني] وقد قال بعض السلف لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.

وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم منهم عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما، وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يفطر في تلك الليلة.

وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس بخدمهم ويروّحهم… منهم الحسن وابن المبارك.

قال أبو السوار العدوي: ( كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه ).

وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة: { لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا }. كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.

ب ـ تفطير الصائمين: قال : { من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء } [أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني]وفي حديث سلمان: { من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء }، قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله : { يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة }.

4 ـ الاجتهاد في قراءة القرآن: سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح:

أ ـ كثرة قراءة القرآن.
بل ـ ابكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً لله تبارك وتعالى.

كثرة قراءة القرآن: شهر رمضان هو شهر القرآن، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة، وكان قتادة يختم في كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. وقال ابن رجب: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان والأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم، كما سبق.
البكاء عند تلاوة القرآن: لم يكن من هدي السلف هذّ القرآن هذّ الشعر دون تدبر وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب. ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله : { اقرأ علي }، فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! فقال: { إني أحب أن أسمعه من غيري } قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً [النساء:41] قال: { حسبك }، فالتفت فإذا عيناه تذرفان. وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: لما نزلت: أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ [النجم:60،59] فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه. قال رسول الله : { لا يلج النار من بكى من خشية الله } وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ: يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [المطففين:6]فبكى حتى خر، وامتنع من قراءة ما بعدها. وعن مزاحم بن زفر قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5] بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ الحمد.
وعن إبراهيم بن الأشعث قال: ( سمعت فضيلا يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد، وهو يبكي ويردد هذه الآية: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد:31] وجعل يقول: ونبلو أخباركم، ويردد وتبلوا أخبارنا، إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا، ويبكي ).
5 ـ الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: كان النبي إذا صلى الغداة - أي الفجر - جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس [أخرجه مسلم] وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي أنه قال: { من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة } [صححه الألباني]، هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان؟
فيا أخي.. رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل.. والاقتداء بالصالحين، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة.
6 ـ الاعتكاف: كان النبي يعتكف في كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً [أخرجه البخاري]. فالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من التلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها.
وقد يتصور من لم يجربه صعوبته وشقته، وهو يسير على من يسره الله عليه، فمن تسلح بالنية الصالحة، والعزيمة الصادقة أعانه الله. وأكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر، وهو الخلوة الشرعية فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف قلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقي له هم سوى الله وما يرضيه عنه.
7 ـ العمرة في رمضان: ثبت عن النبي أنه قال: { عمرة في رمضان تعدل حجة } [أخرجه البخاري ومسلم]، وفي رواية { حجة معي } فهنيئاً لك ـ يا أخي ـ بحجة مع النبي .
8 ـ تحري ليلة القدر: قال الله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1-3] وقال : { من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [أخرجه البخاري ومسلم]. وكان النبي يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها وكان يوقظ أهله ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر. وفي المسند عن عبادة مرفوعاً: { من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر } وللنسائي نحوه، قال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح.
وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين والاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها. فيا من أضاع عمره في لا شيء، استدرك ما فاتك في ليلة القدر، فإنها تحسب من العمر، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها، من حُرِم خيرها فقد حُرم.
وهي في العشر الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه الآخرة، وأرجى الليالي سبع وعشرين، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه: ( والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين ). وكان أُبي يحلف على ذلك ويقول: ( بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله ، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها ).
وعن عائشة قالت: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: { قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].
9 ـ الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار: أخي الكريم: أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار من الذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة ومنها:
عند الإفطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول: { هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له }.
الاستغفار بالأسحار: قال تعالى: وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ [الذاريات:18].
وأخيراً.. أخي الكريم.. وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيء ظلال الأعمال الصالحة، أنبهك إلى أمر مهم... أتردي ما هو؟ إنه الإخلاص.. نعم الإخلاص.. فكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش؟ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب؟ أعاذنا الله وإياك من ذلك. ولذلك نجد النبي يؤكد على هذه القضية.. { إيماناً واحتساباً }. وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم. فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول: ( كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول: ما أشد الزكام؟ يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء ).وعن محمد بن واسع قال: ( لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته. ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي جنبه ).
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان عند الصباح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة. وعن ابن أبي عدي قال: ( صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشياً فيفطر معهم ).
قال سفيان الثوري: ( بلغني أن العبد يعمل العمل سراً، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء ).
اللهو في رمضان: أخي.. أظن أني قد أطلت عليك وأنا أحثك على اغتنام الوقت.. قطعت عليك الوقت. ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان. إنها ظاهرة إضاعة الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله.. إنها الغفلة والإعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية، قال تعالى: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى، قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً، قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى، وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى [طه:124-127].
وكم تتألم نفسك ويتقطع قلبك حسرات على ما تراه من شباب المسلمين الذين امتلأت بهم الأرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة.. كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة. نعم إن المسلم ليغار على أوقات المسلمين وعلى زهرة شبابهم أن تبذل في غير طاعة الله.
ولكن.. !!! لا بأس عليك.. إن الطريق لسعادتك وسعادة إخوانك الدعوة والدعاء. نعم دعوة من غفل من أبناء المسلمين وهدايتهم الصراط المستقيم. والدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يستجيب فلا نشقى أبداً.


أخوك الناصح